تنميه اقتصادية

الحوار ومكتبة الإسكندرية ينظمان مؤتمر “التعاون الافريقي اللاتيني .. شراكة لبناء المستقبل” مايو القادم

 

أمير أبورفاعي

في إطار الاهتمام الذى يوليه مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، للشئون اللاتينية وكذلك الإفريقية، من خلال تدشين برنامجين بحثيين، أحدهما مَعنى بالشأن اللاتينى والآخر مَعنى بالشأن الأفريقى، فضلًا عن ثالث مَعنى بالشأن الاقتصادى، ينظم المركز مؤتمرًا علميًا هو الأول من نوعه بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، تحت عنوان “التعاون الافريقي اللاتيني … شراكة لبناء المستقبل”، متخذًا شعار “تنمية مستدامة للجميع”، إذ يلقى الضوء على ما أفرزته القمم الثلاثة التي عُقدت بين دول القارتين، في محاولة للدعوة إلى تجديد آلية انعقادها بشكل دورى هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يسعى إلى تقديم الرؤى والمقترحات والمقاربات التي تُسهم في تعزيز التعاون المتبادل والتفاهم المشترك بين دول القارتين، وذلك من خلال تعميق التواصل مع مراكز الفكر والجامعات والأكاديميات فى دول القارتين.

ويهدف المؤتمر المحدد له الانعقاد في مايو القادم إلى التعريف بإمكانات دول القارتين؛ جيوبوليتكيًا واقتصاديًا وديموجرافيًا وسياسيًا؛ وتعظيم الاستفادة من الثروات والموارد المملوكة لدى الجانبين بما يعود بالنفع على شعوبهم، وتسليط الضوء على الروابط المشتركة بينهما، تاريخيًا وثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وبناء شركات في المجالات كافة، والتأكيد على أهمية بناء مفهوم الجنوب العالمى (التعاون المشترك) في ظل عالم يشهد تنامي التكتلات الاقتصادية ذات المكانة المؤثرة، وبناء شراكات اقتصادية تعاونية في مجالات التجارة والاستثمارات والبنية التحتية والطاقة، وكذلك مجال الأمن ومحاربة التطرف والإرهاب، فضلًا عن الشراكات الثقافية والبحثية والأكاديمية والعلمية بين المؤسسات البحثية والفكرية والتعليمية في القارتين، والعمل على بناء مقاربات مشتركة تستهدف خوض غمار المستقبل برؤى واضحة وإمكانات قادرة وطموحات واعدة.

هذا وتأتي أهمية المؤتمر من ثلاثة أبعاد رئيسة، هي:

1. الأول من نوعه، يعد هذا المؤتمر هو الأول من نوعه بين القارتين الذى تستضيفه مصر في ضوء محورية دورها في القارة الأفريقية من ناحية، وعميق شراكتها مع دول القارة اللاتينية من ناحية أخرى، وهو ما يجعل من عقد المؤتمر وأجندته والمخرجات المتوقعة منه خريطة عمل مشتركة للجانبين.

2. توقيت المؤتمر، حيث يأتي في لحظة فارقة في الساحتين الدولية والإقليمية بما ينعكس على الأوضاع الداخلية في عديد دول القارتين، الأمر الذى يستوجب دراسة ما تشهده الساحتان من تحولات وتغيرات وتقلبات ووضع رؤية لكيفية التعامل معها بشكل يحافظ على أمن الدول الأفريقية واللاتينية واستقلاليتها وسيادتها.

3. تنوع محاوره وتعدد مستويات مشاركته، حيث يناقش المؤتمر عديد المحاور؛ سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وأمنيًا، كما يشارك في مناقشاته عديد الخبراء والمتخصصين في هذه المجالات المتنوعة من مختلف دول القارتين الأفريقية واللاتينية من خلال ما يقدمه هؤلاء الخبراء والمتخصصين من أوراق عمل وتقديرات وبحوث ودراسات.

هذا ويدور المؤتمر حول ست محاور رئيسة، يتضمن كل محور عديد الملفات والقضايا التى تهم الجانبين سواء على مستوى علاقاتهما الثنائية أو في إطار اهتماماتهما الإقليمية والدولية، وتم إعداد المحاور الرئيسة ليحتوي كل محور على عدد من الموضوعات الفرعية المرتبطه به، وذلك على النحو الآتى:

أولا- المحور السياسي :

في إطار التحولات الجيوسياسية العالمية أضحى من الأهمية بمكان فهم الواقع والبحث في إمكانية تعميق الروابط السياسية بين القارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية، ولن يتسني ذلك إلا من خلال تحليل الواقع عبر التعرف على بنية الأنظمة السياسية والمنظمات الإقليمية والدولية والأدوار الفاعلة في العلاقات السياسية بين المنطقتين وغيرهم من الموضوعات المتعلقة بالمجال السياسي، بهدف تعزيز التعاون المشترك وبناء المستقبل بين القارتين اللاتينية والأفريقية، وفي سياق ذلك تضمن المحور السياسي ما يأتي:

1- بنية الأنظمة السياسية والدستورية.

2- التنافس الدولي وتأثيراته على الأمن والاستقرار.

3- المنظمات الدولية والإقليمية … شراكة فاعلة.

4- المنظمات غير الحكومية … مسار لتعميق العلاقات.

5- مؤسسات المجتمع المدني الوطنية …. دور فاعل في التقارب.

6- الدبلوماسية الشعبية مسار لتقريب الروابط غير الرسمية.

7- اللجان السياسية المشتركة العليا مسار لتعزيز الدبلوماسية الرسمية.

8- البناء السياسي للدول ما بعد الصرعات.

9- الجغرافيا السياسية وعوامل التقارب.

10-الحوارات الوطنية: آليات لترسيخ الاستقرار.

ثانيًا- المحور الأمني :

يمثل البعد الأمني أهمية كبري في العلاقات بين الدول وفي سياق ذلك كان من الضروري أن يناقش المؤتمر الاشكاليات الأمنية التي شغلت دول المنطقتين في محاولة للبحث والتعرف على خبرات دول القارتين في مواجهه التحديات الأمنية ومدي نجاح مقارباتهم في هذا الخصوص وذلك، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات. ومن هنا جاءت موضوعات المحور الأمني على النحو الآتي:

1) اللجوء .. مقاربات جديدة للتعامل.

2) المخدرات: مخاطر الانتشار ومقاربات المواجهة.

3) الجريمة الإلكترونية والأمن القومي: مخاطر محتملة.

4) التغيرات المناخية والصراعات الداخلية والحدودية.

5) التنظيمات الإرهابية والعصابات: مخاطر وتهديدات أمنية.

6) الهجرة: تداعيات أمنية وأزمات خارجية.

7) الأمن البحري: المهددات والانعكاسات على الأمن والسلم في القارتين.

8) الصراعات والحروب الداخلية.

9) الأجيال الجديدة من الحروب وتأثيراتها على الاستقرار والأمن في الدول.

10) الجريمة المنظمة: مخاطر وتداعيات.

11) الأبعاد الجديدة للأمن الإنساني (الأمن الصحي – الأمن الغذائي ….).

ثالثا-المحور الاقتصادي:

يشهد العالم مساعي عديدة من أجل بناء شراكات اقتصادية جديدة، وفي ضوء ذلك حرصت عديد دول القارتين على بناء شراكات اقتصادية من خلال استكشاف فرص التعاون الاقتصادي، وحيث تتقاسم القارتين مصالح مشتركة؛ أبرزها تعزيز التنمية المستدامة وتعزيز التجارة والاستثمار. وفي ضوء ذالك يسعي هذا المحور إلى التعرف على فرص الاستثمارات المتبادلة وحجم التجارة ومجالاتها، وإمكانيات التعاون الاقتصادي وجدي تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول وشعوب القارتين، ليعد بذلك المحور تتويجًا لجهود دول القارتين في تحقيق التكامل بينهما، عن طريق وضع حجر الأساس في بناء هيكل التعاون الاقتصادي للدول الأفريقية واللاتينية، وإمكانات فتح أسواق مشتركة تمكن الإقليميين من الاستفادة بالخبرات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في كلتا القارتين، في ظل التغيرات الدولية الحالية. لذلك يتناول هذا المحور عدد من الموضوعات الرئيسة على النحو الآتي:

1. الموارد الطبيعية والثروات النفطية والتعدين.

2. القطاعات الإنتاجية: الواقع والمأمول.

3. السياسيات المالية والتجارية والنقدية.

4. الاستثمارات المتبادلة: ركيزة للتقارب الاقتصادي.

5. الخدمات اللوجستية (برًا -بحرًا- جوًا).

6. الأزمات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها.

7. المنظمات الدولية والإقليمية والشراكات الاقتصادية.

8. إعادة الإعمار: مسيرة لبناء الدول اقتصاديًا.

9. التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.

10. السياحة: رافد داعم للاقتصاديات الوطنية.

11. الاقتصاديات الجديدة والتنمية المستدامة (الأخضر – الأزرق – البرتقالي).

12. المعارض الدولية آلية للتعاون الاقتصادي.

13. الذكاء الاصطناعي وفرص العمل.

14. تغيرات المناخ … التحديات وسبل المواجهة.

رابعًا – المحور الاجتماعي:

يلعب البعد الاجتماعي دور محوري في تقريب الشعوب، وتحقيق التنمية المستدامة، ومن ثَم يشكل أهمية استراتيجية في ضوء التعرف على الجهود التي تبذلها الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن دوره في نقل خبرات الدول في مواجهه التحديات الاجتماعية التي أفرزتها عوامل عديدة ارتبطت بالتحولات والتطورات التي يشهدها عالم اليوم. ومن هنا، يسعي هذا المحور لمناقشة البعد الاجتماعي في مسيرة العلاقات بين القارتين الأفريقية واللاتينية، من خلال عدة موضوعات رئيسة، وذلك على النحو الآتي:

1) الأنظمة المدنية وحماية البشر.

2) الرياضة: لغة توافق الشعوب.

3) الأسرة: ركيزة بناء المجتمعات.

4) الفئات الأولي بالاهتمام كـ (الشباب_ المرأة_ الطفل_ ذوي الهمم).

5) الفقر وبرامج الحماية الاجتماعية.

6) دور المؤسسات الدينية ونشر ثقافة السلام والتسامح.

7) الهوية والتماسك الداخلي.

8) الفنون الشعبية: مساحات للتقارب.

9) السياسات التعليمية ما قبل الجامعية: خبرات متبادلة.

خامسًا – الثقافة والتعليم

يعد التعليم والثقافة مرتكزات أساسية في بناء قدرات الشعوب، فضلًا عن دورهما في تعزيز التقارب بين مختلف الشعوب، خاصًة إذا ما اتسمت العلاقة بين هذه الشعوب بتشابك عواملها الثقافية وأبعادها الحضارية. وكما هو الحال في العلاقات الأفريقية اللاتينية وعلى هذا يتناول المحور الموضوعات الآتية:

1- التنوع الثقافي وثراء المجتمعات.

2- الملكية الفكرية: جهود تعاونية.

3- الصناعات الثقافية وبناء الهوية.

4- الترجمة: آلية عابرة للحدود.

5- الثقافة الأفريقية والمطبخ اللاتيني تأثير متبادل.

6- الفنون الثقافية والتأثيرات المتبادلة.

7- الجامعات والتبادل العلمي.

8- مراكز البحوث الفكرية دور متزايد في عالم متغير.

9- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم.

10- المراكز الثقافية ودورها في تعزيز التقارب.

سادسًا- الإعلام:

الإعلام هو وسيلة التقارب بين الشعوب وكذلك هو أحد أهم وسائل المعرفة والتوصل للحقائق، وفي سياق ذلك يناقش هذا المحور القضايا الإعلامية التي شغلت الرأي العام وصانعي القرار في القارتين؛ حيث يتناول المحاور الآتية:

1- الإعلام والصورة الذهنية المتبادلة.

2- وسائل الإعلام الجديدة: الفرص والمخاطر.

3- الإعلام الرقمي: آليات التعاون.

4- الشائعات: التداعيات وآليات المواجهة.

5- الإعلام: صياغة الروايات من أجل التأثير الاجتماعي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى