*زوجات الأنبياء” زوجة إبراهيم عليه السلام ( هاجر ) أم العرب العدنانيين

كتبت – سهير طاهر:
السيدة هاجر، أم إسماعيل، والزوجة الثانية لإبراهيم عليه السلام خليل الله عُرفت فى التاريخ بأم العرب العدنانيين ، وهى التى جاءت بها السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم الأولى من أرض مصر الى أرض كنعان ، حينما كانت السيدة سارة وسيدنا إبراهيم عليه السلام فى مصر .
يقول الدكتور محمد حسن سبتان رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة ، تزوج إبراهيم عليه السلام من هاجر برضى من زوجته سارة وحملت هاجر وظهرت عليها علامات الحمل ، ثم وضعت وليدها إسماعيل عليه السلام .
روى الثعلبى أنه فى ذلك الوقت جاء أمر من الله بالوحى إلى إبراهيم عليه السلام ، بأن يأخذ زوجته الثانية هاجر ووليدها إلى مكة ، فانطلق بهما متجها إلى الجانب الجنوبى. حتى انتهى بهم المسير إلى مكة ، روى الطبري وابن الأثير : أن إبراهيم عليه السلام ترك هاجر وولدها ، ولم يكن معهما إلا جراب تمر وسقاء فيه ماء ، فزعت هاجر وتضرعت إلى إبراهيم عليه السلام بألا يدعها وولدها فى ذلك المكان المهجور ، لكنه كان مأمورا بوحى من الله، وسألته بلهجة المتوسل المستسلم : آالله أمرك أن تدعنى وهذا الصبي في هذا المكان الموحش ؟ أجابها: نعم .
فتقول الزوجة التى آمنت بربها و يقين بصدق وعد الله: إذن لا يضيعنا الله، وقبل أن يفارقها ابتهل إلى الله وقال : قال تعالى { ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون *ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء فى الأرض ولا فى السماء }
يقول النبى صلى الله عليه وسلم فيها “يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينًا معينًا” رواه البخارى . لقد نفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروى به ظمأ وليدها ، ولا تجد ما ترضعه ، والطفل يصرخ جوعًا وعطشًا، وتسرع الأم وتصعد على جبل الصفا ، لترى أحدا لينقذها هى وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب. ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة ، وفعلت ذلك سبع مرات ، حتى تمكن منها التعب ، و نفدت حيلتها ، فيبعث الله جبريل عليه السلام فيضرب الأرض بجناحه ، لتخرج عين يجرى منها الماء بجانب الصغير ، وقيل أن الطفل ضرب برجليه من ألم العطش فانبثق الماء ، فهرولت الأم نحوه وقلبها يرتجف ويهلل بحمد الله على نعمته ، وجعلت تغترف من الماء ، وتحاول جاهدة إنقاذ وليدها لتروى ظمأه ، وتقول لعين الماء: زُمى زُمى ، فسميت هذه العين زمزم . ودبت الحياة فى هذا المكان .
وقد جعل الله سبحانه ما فعلته السيدة هاجر رضى الله عنها من الصعود والسعى بين الصفا والمروة شعيرة من أهم شعائر الحج حتى يومنا وإلى يوم تقوم الساعة .
قيل : أن السيدة هاجر توفيت وعندها من العمر 90 سنة، ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام .