اخبار مصرتنميه مستدامة

*زوجات الانبياء* زوجة سليمان عليه السلام ( بلقيس ) التي تركت عبادة الشمس لعبادة الواحد القهار

كتبت – سهير طاهر:

ملكة سبأ بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان ، صاحبة العقل الراجح ، ذات فراسة وحكمة نشأت فى بيت المُلك ، قال تعالى فى آياته عنها { إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله } ، وهذا فى عهد سليمان عليه السلام عندما رآها الهدهد وذهب إلى سليمان يخبره بأمر هذه المرأة وقومها .
يقول الدكتور محمد حسن سبتان رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة ، عرف الهدهد بفطرته أن السجود لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى ، ولما علم سليمان عليه السلام بأمر هذه الملكة وقومها ، كتب رسالة وأمر الهدهد بالذهاب إلى ملكة سبأ بلقيس وأن يعطيها الرسالة، وذهب الهدهد كما أمره سليمان وقرأت الملكة الكتاب ووجدت فيه { إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علىّ وأتونى مسلمين }
قررت بلقيس أن تستشير الوزراء وقادة القوم قبل أن تقرر ما تفعله فى هذا الأمر ، فردوا { قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظرى ماذا تأمرين } لكن بلقيس كانت تسمع عن سليمان وقوته فى ذلك الوقت ، فأرادت أن تجنب قومها الحرب، وأخبرتهم أنها سوف ترسل هدية لسليمان لترى إن كان هذا الملك يقبلها وينصرف عنهم ، وافق القوم وانصرفوا ، وانطلق الرسل بالهدايا ورأى سليمان عليه السلام ما جاءوا به من الملكة ، وقرر أن يرسل لهم بإنذار على أن يحضروا له مستسلمين ، وعندما عادوا إليها وأخبروها بما حدث أرسلت إلى سليمان تخبره أنها سوف تأتى إليه مع كبار قومها ، وأمرت الجنود والحراس بحراسة عرشها .
بعدما علم سليمان بالخبر ، أراد أن يختبر ذكاءها وهل هى ممن سيطيع أم تجادل ولم تهتد ؟ فأقبل على جنوده متسائلا { قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين } فقال له عفريت من الجن : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك . قال الذى عنده علم من الكتاب : أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . واستُحضر عرش الملكة ، ولما رأى سليمان العرش أمامه ، خر ساجدا لعظمة الله واعترف بنعمته عليه وأُعجب بالعرش وطلب من جنوده أن يخفوا معالمه ليرى إذا كانت تتعرف عليه أم لا .
وعندما دخلت بلقيس القصر ، قال لها سليمان أهكذا عرشك ؟ قالت : كأنه هو ولم تعرفه لأنها لم تتوقع أن يحضروه بهذه السرعة الفائقة ، ولكنها في الوقت نفسه لما رأت ما وهبه الله لنبيه سليمان قالت { رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } ، فرجعت الى ربها معترفة بظلمها فيما سلف من عبادتها هى وقومها للشمس ، معلنة إسلامها لسليمان ولرب العالمين .
فلم تستبد برأيها في الأمور ، وقد أكرمها الله تعالى بالهداية والإيمان له ، كما آمن قومها برسالة نبى الله سليمان عليه السلام فتزوجها ، وأنجبت ولدا . قيل إن بلقيس توفيت ودفنت فى أنطاكية ، رضى الله عنها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى