اخبار مصرتنميه بشريهتنميه ثقافيهتنميه مستدامة

*زوجات الانبياء* زوجة النبى يوسف عليه السلام ( زليخة ) التي هداها الله إلى الحب الإلهي

كتبت – سهير طاهر:

إمرأة عزيز مصر ، زليخة . التى دخل عليها زوجها بفتى جميل الملامح هادئ الطبع ، وطلب من زوجته اكرام هذا الصبى والاهتمام بشئونه ، وتحول حب امرأة العزيز من فتى أحبته على أن يكون هذا الصبى ولدا لهما إلى حب امرأة لرجل ، ولكن يوسف عليه السلام كان عفيفا شريفا ولم يبال بهذا .
يقول الدكتور محمد حسن سبتان رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة ،: عندما راودت السيدة زليخة سيدنا يوسف عن نفسه استعاذ بالله من الوقوع فى الخطيئة ، فلاحقته واستبقا الباب هو للهروب وهى للنيل منه فمزقت قميصه من دبر ، لكنهما وجدا العزيز أمامهما ، فادعت أنه كان يلاحقها ويريد بها سوءا ، فقالت لزوجها تبريرا لموقفها { .. قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم } وبهذه الحيلة تريد أن تبعد التهمة عن نفسها وتهدد يوسف بمقدرتها على سجنه ، لكن يوسف لم يأبه لتهديدها ونفى عن نفسه التهمة ووقف الله معه ليبرئه ، فأنطق الله شخصا قريبا لزوجة العزيز فقال : إن كان قميص يوسف قد تمزق من الأمام ، فهذا دليل على أن يوسف كان يطلبها وهى تدافع عن نفسها ، وإذا كان القميص تمزق من الخلف فهذا دليل على كذبها وأنه كان يهرب منها وهى التي تريده .
ولما ظهرت براءة يوسف وكيد زليخة وانتشر خبر زوجة العزيز فى المدينة ، وتناولتها ألسنة النسوة ، فلما علمت بما قيل عنها فى شأن عشقها ليوسف ، أرسلت إليهن تدعوهن إلى ضيافتها وهيأت لهن مجلسا ثم دعت يوسف أن يخرج عليهن ، ولما رأينه ومن شدة انبهارهن بجماله وحسنه الفائق، عظمنه وتهيبن حسنه الرائع ولفرط الدهشة لم يشعرن بما يفعلن ، جرحن أيديهن من دون أن يعيين ، ثم وجهت زليخة للنسوة الخطاب وقالت لهن { قالت فذلكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } .
وقبل خروج يوسف عليه السلام من السجن وعندما استدعاه الملك كى يفسر له رؤياه التى رآها اعترفت امرأة العزيز بذنبها وقالت { الآن حصص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } . وكفى بذلك برهانا على عفته ونزاهته .
روى أن يوسف عليه السلام بعدما مكنه الملك على خزائن الأرض ، ورأى ما حدث لزليخة من الذل الذى ذاقته ، وتدهور صحتها وكف بصرها وفقد مالها وجمالها ، أشفق عليها مما هى فيه ، فعرض عليها الزواج ، وزفت إليه ، وقام يوسف عليه السلام يدعو الله أن يعيد لها شبابها وجمالها ويرد لها بصرها وولدت له ولدين إفرائيم ومنشا . وحينما شعر يوسف أن زوجته وأم أولاده ، لم تعد تحبه بقدر ما كانت عليه من قبل ، سألها : ما شأنك لا تحبيننى كما كنت سابقا ؟ فقالت له : لما ذقت محبة الله تعالى شغلنى ذلك عن كل شىء.
هذه هى زليخة زوجة العزيز ، ومن بعده زوجة يوسف عليه السلام بعدما رضى الله عنها وهدى قلبها للإيمان وللحب الإلهى الذى يفوق كل أنواع الحب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى