مقالات

إعلام الطاغية للسيطرة على الشعب!

.
بقلم الصحفى الكبير / وجيه الصقار
يعتمد الطاغية الفاشل والمستبد عادة على مجموعة مرتزقة بمسمى الإعلاميين، لمساندة مشروعاته، لتثبيت حكمه وإيهام الشعب بالإنجازات والاستقرار، باستراتيجية السيطرة الاجتماعية والسياسية، والتحكم بالاقتصاد والتلاعب بالرأي العام، وتكريس التكنولوجيا والمؤسسات المالية والإعلام للهيمنة على الشعب، ولتحقيق أهداف النخبة الحاكمة. والإقناع بأن الطاغية ناجح فى إدارة البلاد، وبزرع الفُرقة بين الناس للسيطرة عليهم. تناول ذلك المفكر الأمريكى نعوم تشومسكي، وعرض 10 وسائل إعلامية يستخدمها الطغاة للتحكم بالشعب، وقمع الإعلام الحر المعبر عن طموحاته الأولى: وسيلة الإلهاء وتحويل انتباه الرّأي العام عن المشكلات المهمة سواء السياسية أوالإقتصاديّة، بالمعلومات التافهة، وتشتّيت اهتمامهم عن المشكلات الحقيقية، بأحداث أو أخبار غير مهمة، وجعل الشعب منشغلا بها دون تفكير.(2) كما يبتكر الطاغية مشكلات وهمية ثم يقدم الحلول ليظهر أنه المنقذ، بعرض مشكلة تثير الشعب مثل العنف، أو حدوث تفجيرات، حتى يطالبه الشعب بقوانين أمنية على حساب الحرية، أو ابتكار أزمة مالية حتى يتقبّل التراجع عن الحقوق الإجتماعية والحريات مع تردي الخدمات الأساسية.3- ويتدرج الطاغية فى فرض إجراءات غير مقبولة للناس على فترات ربما 10 سنوات، لفرض تلك الظروف والتى ينتج عنها بطالة شاملة وديون ورواتب دون مستوى العيش الكريم، لأن التطبيق الفورى سيؤدّي إلى ثورة الشعب(4)- وفرض قرارات غير مقبولة كدواء لمشكلات حقيقية، وبموافقة الشعب بسذاجة ليتعوّد على التغيير ويضطر لقبولها باستسلام – 5 ومخاطبة الشعب كأنهم أطفال بالإعلانات الموجّهة والخطابات الطفولية، تصل لمستوى التخلّف الذهني، ليكون المواطن مجرّدا من الحسّ النقدى أو الثورى لمصلحته ولبلده.(6) واستثارة العاطفة لتعطيل الفكر المنطقي العقلى والنقدي للأشخاص بمفردات وشعارات فارغة عاطفيّة أودينية.(7) والحرص على إبقاءالشّعب في حالة جهل وحماقة، غير قادر على استيعاب التكنولوجيات اوالعلوم المتقدمة، وخفض تّعليم الطبقة الفقيرة وعزلها عن الحاكمة لتكون بلا صوت أو تأثير. (8) وجعل الشعب يفضل الرداءة وسوء السلوك والهمجيّة و الجهل دون الحلول العملية العلمية.(9) ودفع الفرد للإحساس بالذنب، وأنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وليست الدولة، بالتشكيك في ذكائه وقدراته أو مجهوداته حتى لا يثور على النّظام، اعتمادا على الإنغلاق وتعطيل التحرّك الثورى. (10) والتعرف على طبيعة الأفراد بخلق هوّة تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها السلطة الحاكمة وقراءة فكر الأفراد ليسهل التحكم فيهم …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى