المرأة العربية ورؤية 2030: حضور فاعل وريادة متجددة.. بقلم: د. رانيا محمد مروان سبانو

المرأة العربية ورؤية 2030: حضور فاعل وريادة متجددة.. بقلم: د. رانيا محمد مروان سبانو
تعيش المرأة العربية اليوم مرحلة جديدة من التمكين والريادة في ظل التحولات التنموية التي يشهدها الوطن العربي، لاسيما في إطار رؤية 2030 التي وضعت تمكين المرأة في صدارة أولوياتها باعتبارها شريكًا رئيسيًا في بناء المجتمعات وصناعة المستقبل.
لقد أثبتت المرأة العربية قدرتها على المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت رمزًا للوعي والطموح والإنجاز، تواكب التطورات وتساهم بجدارة في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي جمهورية مصر العربية، كان للمرأة دور محوري في تنفيذ برامج الإصلاح والتنمية، حيث شغلت مناصب قيادية في الحكومة والبرلمان والمؤسسات القضائية، وساهمت في صياغة السياسات العامة وتعزيز ثقافة المساواة والعدالة الاجتماعية. كما تبنّت الدولة المصرية مبادرات وطنية لتعزيز مكانة المرأة، إيمانًا بقدرتها على قيادة التغيير وبناء الأجيال.
أما في المملكة العربية السعودية، فقد شهدت السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تمكين المرأة ضمن رؤية المملكة 2030، من خلال منحها فرصًا واسعة في مجالات التعليم والاقتصاد والقيادة والإدارة. وأصبحت المرأة السعودية اليوم نموذجًا ملهمًا في الطموح والمسؤولية، تمارس دورها بكل كفاءة وثقة، في ظل دعم القيادة الرشيدة التي آمنت بدورها كشريك حقيقي في التنمية.
وفي دول مجلس التعاون الخليجي، برزت المرأة في مواقع صنع القرار والإدارة والابتكار، وأسهمت بفاعلية في تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية البشرية، لتؤكد أن حضورها لم يعد رمزيًا، بل أصبح ركيزة أساسية في مسار التطور الإقليمي والعالمي.
وانطلاقًا من هذا الحراك العربي المتكامل، جاء الملتقى العربي للسيدات القياديات ليجمع نخبة من السيدات من السعودية ومصر وعدة دول عربية، في مساحة حوار بنّاءة هدفها دعم التعاون النسوي العربي وتبادل التجارب والخبرات حول سبل تمكين المرأة في المرحلة القادمة.
وخلال مشاركتي في الملتقى، أكدت على أهمية تعزيز الإطار القانوني والمؤسسي الذي يكفل للمرأة حقوقها الكاملة في التعليم والعمل والقيادة، باعتبار العدالة وتكافؤ الفرص ركيزتين أساسيتين في تحقيق التمكين الحقيقي. كما تطرّقنا إلى أهمية توحيد الرؤى العربية نحو تعزيز دور المرأة في التنمية، انسجامًا مع أهداف رؤية 2030.
كما كان لي شرف اللقاء مع الإعلامية هيفاء صالح الحديثي، وهي من الشخصيات الشابة المؤمنة برسالة تمكين المرأة وتطوير قدراتها. تناولنا في حديثنا وعي الفتيات السعوديات والعربيات بدورهن المجتمعي والوطني، وأهمية الإعلام في تسليط الضوء على إنجازات المرأة العربية وإبراز نجاحاتها في مختلف الميادين.
وعبر البث المباشر في “راديو الشرق” مع الإعلامي أنس الحربي، تحدثتُ عن تمكين المرأة قانونيًا والدور المحوري الذي تلعبه السياسات الوطنية في دعم المرأة وتشجيع مشاركتها في الحياة العامة. وقد شددتُ على أن التمكين القانوني هو الأساس الذي يضمن استدامة مشاركة المرأة في التنمية وصنع القرار
وفي ختام مشاركاتي، أكدت أن ما نشهده من نهضة في دور المرأة السعودية والمصرية والخليجية يجب أن يكون دافعًا قويًا نحو دعم وتمكين المرأة السورية، لتأخذ مكانها الطبيعي في مسيرة البناء والإعمار، جنبًا إلى جنب مع شقيقاتها العربيات، في إطار من التعاون والتكامل لتحقيق مستقبل عربي أكثر إشراقًا وعدلًا وتمكينًا للمرأة.
وتمنياتي الصادقة أن تحقق المرأة السورية تقدمًا ملحوظًا في الحكومة الجديدة، لتكون شريكًا أساسيًا في رفع المجتمع وتطويره، ولتستعيد دورها الرائد في النهضة العربية الشاملة




