يوسف زيدان: يعقوب حصل على النبوة بخداع أخيه عيسو

أمير أبورفاعي
روى المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان، تفاصيل قصص التوراة بطريقة سردية دقيقة تجمع بين التاريخ والدين، مؤكداً أن المدن المصرية مثل دمنهور وكفر الشيخ كانت تعتبر في النصوص القديمة بلادًا صغيرة، ولفت إلى أن التوراة كانت تصفها بأسماء مختلفة في تلك الفترة.
وأضاف “زيدان”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن اسم “إسرائيل” في اللغة العبرية يعني “الذي غلب الله والناس”، مستعرضًا قصة يعقوب الذي حصل على هذا الاسم بعد أن غلب الله في مواجهة رمزية، مشيرًا إلى تفاصيل ولادته وتوأمه عيسو، الذي وُلد أولاً، ويعقوب الذي وُلد ثانيًا.
وأوضح أن يعقوب حصل على النبوة بعد خداعه لعيسو، بمساعدة والدته التي أعدت له الطعام وأخفت شعور عيسو عن أبيهم إسحاق.
ولفت إلى أن القصة تبدأ مع إبراهيم، وزوجته سارة، وجاريته هاجر التي أرسلها إبراهيم بعيدًا، بحسب ما ورد في التوراة، مشيرًا أن هاجر كانت تُعرف بالاسم المصري “قماشي” وأن الناس اليوم يسمي أبناءهم وبناتهم على اسمها اعتقادًا بأنها رمز للتدين.
ونوه بأن النظام الذي يشير إليه النص الخاص بالجواري في مصر القديمة لم يكن موجودًا في تلك الفترة، وأن بعض التفاصيل مثل إرسال هاجر لمكة تبدو سردًا تقليديًا في النصوص الدينية.
وتابع سرد الأحداث قائلا: بعد ولادة إسحاق، خلفت سارة أولادها توأمًا؛ الأول عيسو، وُلد مشعرًا، والثاني يعقوب، الذي حصل على النبوة بعد أن حصل على الطعام من والده بدلًا من أخيه، وذكر الحكاية التفصيلية للخداع الذي مارسته والدة يعقوب باستخدام شعر الماعز لتضليل إسحاق ومنح النبوة لابنها.
وأشار إلى أن يعقوب بعد ذلك هرب إلى خاله حيث تزوج من ابنتيه وخلف عدة أولاد، ثم عاد بعد سنوات لملاقاة أخيه عيسو، وتنازع معه طوال الليل حتى بزوغ الشمس، حيث منح الله يعقوب الاسم الجديد “إسرائيل” أي الذي غلب الله والناس.
كما تناول زيدان السياق التاريخي لكتابة التوراة، موضحًا أنها كُتبت حوالي سنة 500 قبل الميلاد، في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر، الذي أراد تشييد مدينة بابل وحدائقها المعلقة، مستعينًا بعمال من مختلف المناطق، بما في ذلك الأدوميين والعبرانيين، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث والكتابات جاءت في إطار محاولات تنظيم المدن والبناء الحضاري في المنطقة، بما يشمل مناطق بادية الشام.




