يوسف زيدان: صلاح الدين الأيوبي تركي وليس كرديًا.. ونصر “حطين” جاء اضطرارًا لا استراتيجية

أمير أبورفاعي
قال المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان، إن الصورة الشعبية عن صلاح الدين الأيوبي كبطل قومي لم تُقدّم الحقائق كاملة، مشيرًا إلى أن حملاته الصليبية شملت ثلاث حروب رئيسية: أرسوف، حطين، والرملة، مؤكّدًا أن الجيش الذي اعتمد عليه لم يكن مصريًا كما يعتقد الكثيرون، بل معظم أفراده مماليك وأتراك، وجلبهم بفلوس مصر.
وأضاف “زيدان”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن صلاح الدين الأيوبي لم يكن كرديًا كما يتداول البعض، بل كان تركيًا، مستندًا في ذلك إلى العملات التي سكها وملابسه، وأشهر مساعديه كان قراقوش، التركي الأصل، وأن الجيش كان غير مصري بالكامل.
وأوضح أن الانتصار في معركة حطين لم يكن نصرًا حقيقيًا للجيش، حيث تم تحريك الجيش كله اضطرارًا بعد اغتصاب أخته، وهو ما لم يُذكر في الروايات التقليدية.
وتطرّق إلى صلح الرملة، مؤكّدًا أنه كان كارثة بالنسبة للجيش، إذ اضطر صلاح الدين للتصالح مع الصليبيين ليتفرغ لمواجهة الخليفة العباسي، وليس لأنه انتصر كما يُصوّر في الإعلام أو السينما.
وقال: “القدس بقيت في يد المسلمين، لكن تنازل عن ساحل الشام كله من غزة حتى شمال تركيا”، مستغربًا كيف يتم تصويره كبطل مطلق دون ذكر هذه التفاصيل.
وأشار إلى أن الكثير من المصريين لا يعرفون الحقائق الحقيقية، وأن تصور صلاح الدين كبطل جاء نتيجة الأفلام والمقررات الدراسية، بينما الواقع التاريخي يظهر تراجعات وانكسارات وأخطاء استراتيجية، مشددًا على أن الكثير من العامة لا يقرأون المصادر القديمة مثل كتاب سيرة صلاح الدين للقاضي الفاضل، ويكتفون بما يشاهدونه في الإعلام.
وأكد أن استغلال هذه الصورة المبالغ فيها لصالح المشهد السياسي أو الديني يساهم في إيهام الناس بأبطال وهميين، مشيرًا إلى أن طبيعة النفس البشرية تميل للراحة والسكون، كما ذكر الغزالي، وهو ما يجعل الناس تقبل الروايات المبسطة والمبالغ فيها.




