الشبراوي يكتب .. “التصوف والصوفي والمتصوف”

“التصوف والصوفي والمتصوف” ..
بقلم المهندس/ محمد عبدالخالق الشبراوي.. عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية.. شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية
يقع كثير من الناس وخاصة المنتسبين إلى الفكر فى عدم فهم الفرق بين المصطلحات عنوان المقالة ( التصوف والصوفى والمتصوف ) وسأتناول بشيئ يسير و مختصر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فى إيضاح مفهوم كل منهم والله ولى التوفيق
التصوف هو لب الإسلام إذ هو قائم على مكارم الأخلاق التى بُعِث بها الحبيب صل الله عليه وسلم لإتمامها حيث قال ( بعثت لأتمم مكرم الأخلاق ) وكما كان رسول الله صل الله عليه وسلم كان قرآن يمشى فكذلك كان صل الله عليه وسلم تصوف يمشى. فالتصوف هو منهج أخلاقى فى التعامل مع الله ورسوله ومع الناس. ومنبعه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حثنا الله سبحانه وتعالى ونبهنا على العمل به مع حبيبه ومصطفاه صل الله عليه وسلم فى قوله تعالى ( لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول) محذرا من إحباط الأعمال الصالحة لنا من صلاة وصيام إلى آخر شرائع العبادات ( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) ومدح من يغض الصوت بحضرته بالتقوى ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قوبهم للتقوى) ويجرى الله على يد حبيبه ومصطفاه المعجزات الداله على صدق رسالته تحديا للمعاندين وتثبيتا للمؤمنين
أما الصوفى فهو من اقتفى أثر الحبيب صل الله عليه وسلم فى تلك المكارم القائمة على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله حتى يُدخله الحبيب صل الله عليه وسلم فى معيتة بالدعوة إلى الله على بصيرة ( قل هذه سبيلى أعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ) فيدعو الناس إلى هذا المنهج الأخلاقى القائم على الكتاب والسنة ( ويسمى بالولى ) وقد يجرى الله على يد هذا الشيخ ( الولى ) بعض خوارق العادات من دون قصد منه ليست للتحدى كالنبوة بل ليعرف الناس مكانة هذا الولى عند الله فيأخذوا عنه علمه وسلوكه ليصل إلى ما وصل إليه ذلك الولى ولا حرج على فضل الله ويسمى فى هذه الحاله بالمتصوف.الساعى أن يكون صوفيا.
المتصوف هو الانسان الراغب فى سلوك منهج الصوفى للخلاص والتخلى من العلائق النفسية ( الصفات الذميمة ) والتحلى والترقى إلى الأخلاق الحميدة متبعا منهج الإنسان الصوفى
هناك مظهر للصوفى للفت أنظار العامة من يرغب منهم فى اتباع طريقته وسلوكه مثل حلقات الذكر وموائد الطعام وتدارس العلوم الدينية المختلف ومدح والثناء على من بعثه الله رحمة للعالمين الصوف المتجسد فى حضرته السامية
ويتبع ذلك المظهر ملحقات ينسبها بعض جهال التصوف إلى التصوف مثل الباعة و الألعاب وخلاف ذلك مما لا يرضى عنه المتصوفة
أما فيمن يعترض عليهم إما أن يكون معترضا على المنهج ( التصوف ) أو على شحص الصوفى فأما إن كان معترضا على التصوف فهو معترض على سلوك محمدى ولا يقل لم يفعل هذا رسول الله فيكون كاذبا على رسول الله ولكن يقل لم يصلنى أن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يفعل ذلك فربما ما لم يصلك قد وصل إلى غيرك والله يؤتى الحكمة وفضله من يشاء . وأما ‘ن كان معترضا على شخص الصوفى فقد وقع فى عرض أخيه وقد نهى الإسلام عن الخوض فى عرض أخيه المسلم .
أما من يعترض على الإستغاثة والطلب من هذا الولى فقد أنكر فضل الله على عباده حيث قال فى حديثه القدسى فى حق أوليائه ( ولإن سألنى لأعطينة ولإن استغاث بى لأعيثنة )