اخبار العالماخبار مصرمقالات

المعداوي لترامب: نوبل لا تُمنح بالشعارات.. وقف حرب غزة هو الإختبار الحقيقي وسد النهضة قضية وجودية لمصر

علّق اللواء صلاح المعداوي، الأمين العام لحزب حماة الوطن بمحافظة القاهرة ومحافظ الدقهلية الأسبق، على الجدل الدائر بشأن استحقاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، مؤكدًا أن الحديث عن هذه الجائزة لا ينبغي أن يكون في إطار العلاقات العامة أو المواقف الدعائية، بل في إطار الإنجازات الحقيقية التي تمس قضايا الشعوب وأمنها واستقرارها.

وقال المعداوي بوضوح: “إذا كان ترامب يريد أن يُسجَّل اسمه في التاريخ، فعليه أن يكون الفاعل الرئيسي في إنهاء الحرب على غزة، وأن يسهم في إعادة الأطراف كافة إلى مسار مفاوضات السلام، وفقًا لمبادرة القمة العربية التي عقدت بالقاهرة وأعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي.”

وأشار المعداوي إلى أن تلك المبادرة المصرية لم تكن مجرد بيان سياسي، بل رؤية متكاملة تضع خريطة طريق نحو تسوية شاملة، تنهي عقودًا من الدماء والمعاناة وتفتح الباب أمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يخص قضية سد النهضة، شدد المعداوي على أن الأزمة ليست نزاعًا فنيًا أو خلافًا عابرًا، بل قضية تمس حاضر مصر ومستقبل أجيالها. وقال: “حل هذه الأزمة لن يكون إلا من خلال التزام إثيوبيا التام بالقانون الدولي، والإتفاقيات التاريخية التي أُبرمت بإجماع دول حوض النيل، والتي تكفل العدالة في توزيع الموارد المائية وتحمي الحقوق الأصيلة لدول المصب: مصر والسودان.”

وأضاف المعداوي أن وصف ترامب لهذه الأزمة بأنها مجرد “قضية سياسية” يُظهر قصورًا في إدراك خطورتها، لأن مصر تراها – قيادةً وشعبًا – قضية وجودية لا تقبل المساومة ولا يمكن التفريط فيها تحت أي ظرف.

وأكد المعداوي أن الشعب المصري العظيم، بكل طوائفه، يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية الحكيمة التي تتعامل مع الملف بوعي استراتيجي، يجمع بين الصبر على التفاوض والتمسك بالثوابت الوطنية.

واعتبر المعداوي أن ما يميز الموقف المصري هو أنه لا ينطلق من نزعة صدامية، بل من إيمان راسخ بأن المياه حق طبيعي وحيوي، وأن احترام القانون الدولي هو الضمانة الوحيدة لتجنب صراع طويل قد يمتد أثره إلى استقرار القارة الإفريقية بأسرها.

واختتم اللواء صلاح المعداوي حديثه بالتأكيد على أن معركتي غزة وسد النهضة تمثلان وجهين لعملة واحدة، فهما اختبار لقدرة المجتمع الدولي على احترام المبادئ التي يدّعي الدفاع عنها: حق الشعوب في الحياة الكريمة، وحق الدول في الوجود والأمن والتنمية، مشيرًا أن مصر تتحرك من موقع المسؤولية التاريخية، لا من موقع المصلحة الضيقة، وهو ما يجعلها ركيزة للإستقرار في منطقة تموج بالأزمات.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى