صندوق الأمم المتحدة للسكان يوقع مذكرة تفاهم مع مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق لتقديم خدمات استجابة شاملة للناجيات من العنف من ضحايا الحروق

الصافى عبدالله
أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان عن توقيع مذكرة تفاهم مع مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق لتقديم خدمات استجابة شاملة ومتعددة القطاعات للنساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف عن طريق الحرق بدعم من السفارة الملكية النرويجية.
وتشمل هذه الشراكة إنشاء وحدة المرأة الآمنة “Safe Women Clinic” داخل المستشفى، وذلك في إطار جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقديم دعم طبي ونفسي متكامل ومجاني للنساء والفتيات الناجيات من العنف، كما تضمن الشراكة إدراج الناجيات من الحروق في مسار الإحالة الوطني للعنف ضد النساء و الفتيات، وهو آلية لتنسيق الخدمات المختلفة المقدمة للناجيات من العنف، تحت قيادة المجلس القومي للمرأة في مصر من 2019.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة وطنية شاملة بالتعاون بين مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة، حيث تم إنشاء 71 وحدة من وحدات المرأة الآمنة في مختلف محافظات الجمهورية لتعزيز حماية المرأة والإستجابة للعنف ضد النساء والفتيات.
من بين هذه الوحدات تم تخصيص 20 عيادات داخل مستشفيات جامعية كبرى، مثل قصر العيني، ومستشفى الدمرداش، إلى جانب مواقع استراتيجية أخرى في محافظات مثل المنيا، الإسكندرية، كفر الشيخ، وقناة السويس. أما الوحدات الـ51 المتبقية، فقد تم انشاءها في وحدات الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة والسكان، لضمان توفير الخدمات الأساسية للنساء في جميع أنحاء الجمهورية.
تهدف وحدة عيادة “المرأة الآمنة” إلى تقديم خدمات شاملة للنساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف، داخل بيئة آمنة وداعمة، وتشمل حزمة متكاملة من الخدمات مثل الفحوصات الطبية، والدعم النفسي، والإحالات الداخلية داخل المستشفى، بالإضافة إلى الإحالات متعددة القطاعات التي تغطي الجوانب القانونية والاجتماعية.
حضر مراسم توقيع مذكرة التفاهم عن مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق كلٌّ من الأستاذة إيمان شريف، المدير التنفيذي لمؤسسة أهل مصر للتنمية و الأستاذ رفعت عبد المقصود، المدير التنفيذي لمستشفى اهل مصر و السيد إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والسيدة جيرمان حداد، الممثل المساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر ومن جهة سفارة النرويج نائب رئيس البعثة، مستشار وزير، بير أويفيند لانديموين.
من جانبها، أوضحت الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، أن الشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وسفارة النرويج تُجسد إلتزامًا مشتركًا بالحفاظ على كرامة المرأة وتعزيز تمكينها، من خلال توفير بيئة آمنة تحتضن النساء والفتيات وتمنحهن القدرة على التعافي والنهوض من الأزمات، لافتة إلى أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا فعّالًا لأهمية التكامل بين القطاع الصحي والمنظمات الدولية، بما يضمن وصول الرعاية والخدمات الأساسية إلى كل امرأة في مصر، ويساهم في تمكينها من بناء حياة كريمة ومستقبل أفضل.
وفي هذا السياق قال إيف ساسينراث ” تمثل هذه الشراكة المهمة تقاطعًا حاسمًا بين الصحة والعنف القائم على النوع الإجتماعى ضد النساء والفتيات، مشيرًا ومن خلال تضافر جهودنا، يمكننا تقديم خدمات شاملة ومتعددة القطاعات للنساء والفتيات المتضررات من العنف.”
كما أكد نائب رئيس البعثة، بير أويفيند لانديموين ممثلًا عن سفارة النرويج “تلتزم النرويج بمكافحة العنف القائم على النوع الإجتماعي والمساواة بين الجنسين.
ولفت لانديموين أنه من خلال شراكتنا مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومذكرة التفاهم الجديدة مع مستشفى أهل مصر، فإننا ندعم النماذج التي توفر للناجيات من العنف رعاية طبية إلى جانب الدعم النفسي والإجتماعي والمهني، ومساعدتهن على التعافي بكرامة وإدراك إمكاناتهم.”
وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم برنامج تدريبي متخصص للطاقم الطبي بمستشفى أهل مصر للحروق، بهدف رفع وعيهم بكيفية التعامل مع حالات العنف وضمان تقديم الرعاية والدعم المناسبين ضمن أفضل الممارسات المهنية والإنسانية وفقا لمعايير الأمم المتحدة الدولية (UNFPA – WHO global health guidelines)
جدير بالذكر أن دور مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق لا يقتصر على تقديم العلاج الطبي فقط، بل يشمل أيضًا تقديم الدعم النفسي والمعنوي والإجتماعي للناجين من الحروق، وذلك انطلاقًا من إيمانه العميق بأن علاج المصاب لا يكتمل إلا بضمان حقه في الأمان والكرامة والحياة الكريمة، بعيدًا عن العنف والتهميش.