المرأة و الطفل

ابطال شاركوا في صنع النصر عميد دكتور ليلى عبد المولى مجاهد

الأستاذة في الأكاديمية الطبية العسكرية والمسئولة عن
التمريض بمستشفى غمرة العسكرى اثناء حرب أكتوبر

أثناء حرب أكتوبر كان هناك جنود يقاتلون بطريقة أخرى في الجبهة الداخلية، لإنقاذ الجرحى والمصابين وتقديم الرعاية الصحية لهم.
و من امثلة هؤلاء الابطال العميد ليلي عبد المولي
التي تقول في ذكرايتها :-
كنت أول دفعة نسائية تتخرج من كلية التمريض العسكرى في عام 1973، وتم توزيع الدفعة بالكامل على الجبهة الخارجية، لرعاية مصابى الحرب، في مستشفيات القوات المسلحة بالمناطق المركزية، بمحافظات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، وكنا في حالة استنفار مستمر لخدمة البلد، داخل المستشفيات لإنقاذ المصابين وتقديم الرعاية اللازمة لهم، ووقتها غلب الحس الوطنى، شعورنا بالتعب والإجهاد.
لم يكن للنساء دور على الجبهة، لكنهن كن يعملن في جبهة داخلية، لا تقل أهمية عن قتال العدو، حيث كن نسعف الأبطال الذين ضحوا بأجسادهم من أجل الوطن، وكان رجال التمريض على الجبهة
حالات كثيرة شاهدتها كانت تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الرؤوس، وكانت الإصابات متعددة ومتفرقة وتصل إلى حروق كاملة، وطلقات نارية، وأيضا بتر أطراف، وأيضا جنود فقدوا أعينهم، وكلهم كان يتم إجراء الإسعافات الأولية لهم على الجبهة، في المستشفيات الميدانية، ثم يتم نقلهم إلى المستشفيات الداخلية، عبر الأتوبيسات، لإجراء العمليات الجراحية.
ومن كثرة الحالات، لا أنسى مشهد إصابة أحد العاملين من الأطقم الطبية، بمستشفى غمرة العسكرى، بحالة إغماء نتيجة المجهود الكبير الذى كان يبذله، ومحاولة جريح إفاقته بيديه المكسورتين
بعد يوم 6 أكتوبر كنا نبذل مجهودا كبيرا داخل المستشفيات طوال الـ24 ساعة، وكنا لا نعرف راحة نهائيا، وما كان يهون علينا هذا كله تعامل المدنيين معنا وتقديمهم المساعدة لنا، وذلك للجهود الكبيرة التى قامت بها الشئون المعنوية التابعة للقوات المسلحة، لرفع الروح المعنوية في المجتمع، لا سيما زيارات كبار قيادات الجيش، وتشجيعهم للدور الذى نقوم به، وأيضا زيارات الفنانين، ومنهم فاتن حمامة وشادية وقتها، وأيضا كانت حرم الرئيس أنور السادات، السيدة جيهان السادات، تزور المصابين، وترفع من روحهم المعنوية، وتشكرهم على ما قدموه من أجل الوطن.
وأيضا كان العديد من المواطنين يذهبون للمستشفى، للبحث لهم عن دور لخدمة الجرحى من جنود القوات المسلحة.
المثير للدهشة كان أغلب المصابين يسأل سؤالا واحد: “إمتى هخف عشان أرجع الجبهة؟”، المشهد المبكى، أن أحد الجنود جسده بالكامل محترق، ونتيجة المسكنات كان لا يشعر بما ألم به، وكان يطلب العودة للجبهة، والكثير من الحالات المبتورة ذراعه أو قدمه، وكان يطلب أيضا العودة لمساندة زملائه على الجبهة، وكنا نتمالك أنفسنا من البكاء، والحسرة على ما يفعله هؤلاء الأبطال من أجل رد الكرامة والحفاظ على الأرض والعرض.
وحكى لى أحد الجنود، أن قائده ويدعى الرائد عبد الرحمن الأدهم، ضحى بنفسه لكى ينقذ أفراد وحدته، حيث دخل “دشمة” مستعصية، ليفتح لهم الطريق للدخول، والقضاء على الجنود الإسرائيليين الذين يستهدفون أبطال الجيش المصرى، فانفجرت فيه إحدى العبوات الناسفة، ومهد لهم الطريق للتعامل مع جنود الاحتلال وقتها وتمكنوا من القضاء عليهم، بفضل هذه التضحية التى قدمها
بعد انتهاء الحرب و تحقيق النصر تم اختيارى ضابطا مثالىا، عقب انتهاء الحرب، وأيضا تم تكريمى من قرينة رئيس الجمهورية، جيهان السادات، وقامت بتسليمى هدية، وقالت لى: “أنتم الدرع الواقى لنا”.

تم نسخ الرابط بنجاح!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى